تقرير تفصيلي عن المسيرات

تقرير كامل وتفصيلى عن الطائرات الموجهة من دون طيار
⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️
Cezar
نشأة وتطور الطائرات الموجهة من دون طيار عالمياً
🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥
كان هدف الإنسان ـ ومنذ الأزل ـ الانتصار في صراعه مع أخيه الإنسان؛ سواء باستعمال القوة، أو بالخداع، أو بأي وسيلة يبتكرها ويطورها للقيام بمهمته. وتوالت هذه الوسائل الجديدة والمبتكرات الحديثة على مر العصور، كان أغلبها مضاداً، أو مبطلاً لمفعول السلاح الذي سبقه. هذا، ومن أهم اختراعات هذا القرن، كانت الطائرة؛ إذ كان للأخوة "رايت" الفضل في إخراج هذا الاختراع إلى حيز الوجود، على الرغم من تعسر دام مئات السنين من محاولة البشر الطيران. وكانا مقتنعين تماماً أن الطائرة ستكون فقط عوناً للإنسانية، ولكن، وعند اشتعال نار الحرب العالمية الأولى، رأى المحاربون فيها سلاحاً يمكن استخدامه، وبالفعل، استخدمت الطائرة استخداماً محدوداً لمحدودية القدرات والوسائل والأجهزة الفنية فيها. ومع تطور هذه الوسائل، أثبتت الطائرة، في الحرب العالمية الثانية، أهميتها العظيمة في المساعدة الفعلية في حسم المعارك؛ لصالح الجانب الأقوى.

من هنا تطورت أنظمة الدفاع الجوي للحد من قدرات هذه الطائرات. وكبداية، كان التفكير في تدريب أطقم هذه الأنظمة على أهداف جوية تمثل الطائرات الحقيقية، وبالفعل، فقد ظهرت هذه الأهداف الطائرة في بريطانيا في منتصف العقد الرابع من هذا القرن، وبقيت هذه الطائرات على مستوى الأهداف حتى بروز مشكلتي سقوط طائرة التجسس الأمريكية (U-2)عام 1960، فوق الأراضي الروسية، وكذلك أزمة الصواريخ الكوبية في 1962؛ لذلك برزت الأهمية القصوى لوجود طائرة من دون طيار؛ للقيام بالمهام الحساسة فوق المناطق الخطرة جداً.

وبالفعل، طوِّر هذا السلاح، وكان أول استعمال له ـ عملياتياً ـ في حرب فيتنام؛ إذ قامت هذه الطائرات بمهام عديدة جذبت اهتمام العالم، وقد حرصت إسرائيل على امتلاكها واستخدامها، وكانت تجربتهم الأولى مع العرب ـ على الرغم من أنها لم تكن على نطاق واسع ـ في حرب 1973. أما نقط التحول والسبب الحقيقي في شهرة هذه الطائرات، فكانت مساهمتها الفاعلة في (تحييد) الصواريخ السورية في سهل البقاع في 1982، وأطلق على هذه الطائرات اسم "الجندي المجهول".

يمكن القول، إن أول ظهور للطائرات الموجهة من دون طيار، كان في بريطانيا في 1924، بعد محاولات عديدة سبقت ذلك الوقت بعشرة سنين، باء أكثرها بالفشل، ودعيت ـ حينئذ ـ بالهدف الجوي (Aerial Target)، وكان استعمالها ـ كأهداف للمدفعية ـ محدوداً جداً في 1934؛ إذ كانت البداية الحقيقية حين نجحت تجربة الطائرة (ملكة النحل) (Queen Bee)، وقد أنتج منها في 1934 و1935 حوالي 420 طائرة للبحرية البريطانية، كانت سرعتها 110 ميل/ ساعة ومدة طيرانها تقارب الأربع ساعات.

وفي 1952، بدأ شركة (تليداين ريان) تجاربها على طائرة (Fire Bee-1)، ومنذ ذلك الحين، أُنتج ما يزيد على 7 آلاف طائرة من مختلف الأنواع، منها ما يُطلق من الطائرات، ومنها ما يطلق من منصات (قواذف) أرضية؛ إذ إن لها قدرات فائقة على المناورة، وكذلك حمل ما ترغبه من أجهزة، ومعدات طبقاً للوزن المسموح به.

وما أن أُسِّر الطيار الأمريكي "باروز" بعد إسقاط طائرته التجسسية من نوع (U-2)، فوق الأراضي الروسية، بعد أن كانت الطائرات الأمريكية من النوع نفسه ـ ولمدة 4 سنوات ـ تحلق فوق الأجواء الروسية؛ لأعمال التصوير الاستطلاعي مقلعة من تركيا، وباكستان، والنرويج حتى بدء نشوب أزمة سياسية حادة بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي (سابقاً)، خفت حدّتها بعد أن أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية تلك الرحلات.

وبإيقاف تلك الرحلات، وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في حاجة ماسة إلى المعلومات، وازداد الأمر سوءً بين الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي (سابقاً)، وتصاعدت الحرب الباردة بعد ذلك بشهرين، حين أسقطت المقاتلات السوفيتية طائرة استطلاع أمريكية فوق المياه الإقليمية بين النرويج، والاتحاد السوفيتي (سابقاً)، وأُسر اثنين من ملاحيها الخمسة. هنا، ظهرت الحاجة الماسة؛ لتطوير، واستخدام الطائرات الموجهة من دون طيار؛ لاستكمال الاستطلاع فوق الاتحاد السوفيتي، ولكن لم يظهر شيء إيجابي ملموس في هذا المجال.

وكانت أزمة الصواريخ الكوبية في 1962، حين طلب الأمريكان ـ رسمياً ـ من الاتحاد السوفيتي (السابق) سحب صواريخهم من كوبا. هنا، برزت الحاجة ـ مرة أخرى ـ للعودة إلى مشروع تطوير الطائرات الموجهة من دون طيار. وبالفعل، اهتمت الحكومة الأمريكية بهذا الموضوع، وأعطته أولوية، وظهر النوع (A-147)، والمطور عن (RAYAN FIRE-Bee-1)، في المشروع المسمى "السفارء الكبيرة" كطائرة موجهة من دون طيار؛ لأغراض الاستطلاع، وطوِّر عنها أكثر من 20 نوعاً مختلفاً؛ لمهام استطلاع الخط الأمامي، ولكافة المهام.

ولقد قامت هذه الطائرات بمهام كثيرة معتمدة على سرعتها، وتنوع ارتفاعها حسب المهمة، وصغر حجمها، وعدائها، وتهديداتها الإلكترونية ضد الدفاعات الجوية المكثفة، مثل: "الاستطلاع، والتصوير؛ لأغراض القصف الجوي، واستطلاع نتائج التدمير بعد القصف مباشرة، وأعمال الاستطلاع الإلكتروني لأنظمة الدفاع الجوي؛ لأغراض إعاقتها، وتدميرها"، كما قامت هذه الطائرات بأعمال قصف جوي لبعض الأهداف بالعمق لم ينشر عنها الكثير؛ لأن الرحلات صنفت تحت درجة السرية التامة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبدأ انتشار استخدام هذه الطائرات في منتصف السبعينيات، وكانت الطائرات التي تزن 100 كجم لا تقدم الميزات التكتيكية فحسب؛ بل إن سعرها المنخفض يسمح بإنتاج عدد كبير؛ للقيام بالأعمال الهجومية على نطاق واسع. وقد استعملتها إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، على الجبهة المصرية؛ لأغراض الاستطلاع لتعرض طائرات قتالها لخسائر أكبر مما توقعت بوساطة وسائل الدفاع الجوي المصري.

ولم ينظر العالم بنظرة الاهتمام، والإعجاب إلى هذه الطائرات إلاّ في النصف الثاني من 1982، وذلك بعد مساهمة هذه الطائرات الفاعلة في النجاح الذي حققته القوات الجوية الإسرائيلية في عملية (سلام الجليل)، والتي أدت إلى تحييد بطاريات الدفاع الجوي السوري.

إن الاهتمام بهذه الطائرات لم يبدأ بعد عملية "سهل البقاع"، بل قبل ذلك بأكثر من خمسين عاماً. ولكن بعد المساهمة الفاعلة في تلك العملية، أظهرت الدول المنتجة للسلاح اهتماماً واضحاً، وتسابقت إلى إنتاج هذه الطائرات، وتطويرها في مجالات زيادة الحمولة من المعدات، والأجهزة الفنية، والإلكترونية على اختلاف أنواعها، جاعلة إياها متعددة المهام، وحسب مطالب الدول التي ستستخدمها.

ما هي الطائرات الموجهة من دون طيار
🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥
عرفت الطائرات الموجهة من دون طيار واشتهرت ـ عالمياً ـ باسم (RPV'S)، والمختصرة عن الجملة الإنجليزية "Remotely Piloted Vehicles"، وكان البعض في السابق يطلق عليها اسم (Drones)، وهناك تسميتين يصر البعض على استعمالهما؛ لأغراض الدقة في التسمية، أولاهما (UAVS)، وهي الكلمة المختصرة عن الجملة الإنجليزية "Unmanned Air Vehicles"، والثانية (UARVS)، وهي الكلمة المختصرة عن الجملة الإنجليزية "Unmanned Air Reconnaissance Vehicles"، ولكن استعمال هذه الأسماء بقي محدوداً، وبقيت معروفة لدى أغلب الأوساط باسم (RPV'S)، ويقصد بها الطائرات، أو المركبات التي لا يوجد بها طيار، وتُطلق إلى الجو بالطريقة الاعتيادية، أي تدحرج، وتقلع باستعمال العجلات من ممر، أو أرض صالحة لذلك، أو بوساطة قواذف على الأرض، أو من فوق أسطح السفن، أو من طائرة أخرى. يتحكم في خط مسارها، وفي السيطرة على الأنظمة الفنية فيها، لاسلكياً، من بعد؛ لتقوم بالطيران إلى منطقة عملها؛ لأداء مهمتها والعودة إلى قاعدتها؛ ليُعاد استعمالها مرة أخرى.

كما يمكن برمجة مهمة هذه الطائرات ابتداءً من وقت إقلاعها إلى أدائها مهمتها ـ ومن ثم ـ عودتها لقاعدتها مسبقاً بوساطة الحاسبات الآلية الموجودة بها. ومع اختلاف أنواعها، يمكن القول أن هناك ثلاثة أشكال رئيسية يمكن أن تظهر بها هذه الطائرات هي
👇👇👇👇
1. طائرات موجهة من دون طيار ذات أجنحة ثابتة "Fixed Wing".

2. طائرات موجهة من دون طيار على شكل طائرة مروحية. "Remotely Piloted Helicopter (RPH)".

3. طائرات موجهة من دون طيار على شكل أهداف خداعية "Decoys".

أنواع الطائرات الموجهة من دون طيار

يمكن تقسيم الطائرات الموجهة من دون طيار حسب المهام، والمدى، والوزن، والحجم إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:

1. الطائرات الصغيرة والمعرفة ـ عالمياً ـ باسم (Mini RPV)

أخذت هذه الطائرات ـ أساساً ـ عن نماذج الهواة الموجهة بالراديو (اللاسلكي)، وتستعمل كثيراً من قطع، وأقسام هذه النماذج، وتمتاز بصغر حجمها؛ مما يؤدي إلى الصعوبة القصوى في كشفها، أو متابعتها رادارياً. ومن ثم صعوبة إسقاطها بوساطة صواريخ الدفاع الجوي، لذلك، فإنه من الواضح أن تكون حمولتها من المعدات، والأجهزة الفنية، والإلكترونية محدوداً؛ إذ تقتصر حمولة أغلب هذه الطائرات ـ بشكل رئيسي ـ على آلة أو آلات تصوير تليفزيونية، أو باستخدام الأشعة تحت الحمراء. وتعتمد على وجود خط رؤية مباشر بينها وبين مركز السيطرة عليها، وقد استعملت إسرائيل هذا النوع من الطائرات الموجهة من دون طيار في حرب أكتوبر 1973، ويمتاز هذا النوع من الطائرات بقلة التكاليف، ولا تزال هذه الطائرات في دور التطوير في كل من جيوش الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبا الغربية خاصة بريطانيا، وألمانيا الغربية.

وتتميز الطائرات من النوع الصغير (Mini) بصغر المقطع الراداري "Radar Cross Section (RCS)"، الأمر الذي يصعب كثيراً من اكتشافها، أو التقاطها، واستمرار تتبعها بوساطة رادارات قيادة النيران، كما تتميز، كذلك، بصغر كمية الإشعاع الحراري، الأمر الذي يقلل من احتمالية إصابتها بالصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، وغالباً ما تعالج تصميمات الطائرة؛ لتقليل البصمة الصوتية لها، الأمر الذي يصعب كثيراً من سماع أزيزها في جو المعركة.

وتستخدم، كذلك، أنواعاً خاصة من الطلاءات؛ لتقليل الاكتشاف البصري للطائرة (Mini).وتتميز الطائرات (Mini) بسرعتها البطيئة (100 ـ 200) كم/ ساعة، وحمولتها المحدودة (10 ـ 50) كجم، وقدرتها على البقاء في الجو (4 ـ 10) ساعات، وتحلق ـ عادة ـ على ارتفاع (2 ـ 3) كم، وهي ملائمة تماماً لأغراض الاستطلاع بآلات التصوير العادية، والتليفزيونية، والأشعة تحت الحمراء، وكذلك أغراض الاستطلاع اللاسلكي، كما يمكن استخدامها في مهام تصحيح نيران المدفعية، وركوب الأشعة الرادارية (ARM)، والإعاقة، وإعادة إذاعة المعلومات.

ويمكن أن تتنوع أساليب عمل الطائرات من النوع الصغير (Mini) من أسلوب البرمجة الكاملة المسبقة للطائرات، والمستشعرات دون التدخل من الأرض، أو إرسال المعلومات إلى الأرض أثناء تأدية المهمة، وكلما طالت مدة بقاء الطائرات في الجو، يلزم تصحيح الحاسب الملاحي بالطائرة باستمرار بالإشارات التي تبثها المحطة الأرضية، أو بالأنظمة الملاحية المعروفة، أو بوساطة نظام "Global Position System (GPS)"؛ إذ تستخدم الأقمار الصناعية في تحديد إحداثيات المحل بدقة 16 متراً. ويتحقق للطائرة ـ في هذه الحالة ـ مدى عمل كبير دون إرباك للمستشعرات؛ إلاّ أن ذلك يعيبه عدم الإمداد الفوري بالمعلومات.

قد يتضح بعد استعادة الطائرة أن بعض الصور، والمعلومات تحتاج إلى مزيد من التدقيق، كما لا يمكن التأكد من سلامة الطائرة قبل استعادتها، مما يعرض الطائرة إلى الفقد في مكان غير معروف، كما يمكن استدراج الطائرة، وسرقتها بوساطة العدو، أمّا أسلوب التحكم الأفضل، فيكون بالتحكم في المستشعر من الأرض، مع الإمداد الفوري بالمعلومات من الطائرة إلى الأرض. مع التصحيح المستمر للمسار من طريق التتبع الراداري، وتزود الطائرة بمظلة للهبوط الاضطراري في حالة التعرض للخطر، مع معرفة مكان هبوطها في أغلب الأحوال. غير أن البث المستمر للمحطة الأرضية يمكن العدو من تحديد مكانها، كما يمكن ـ كذلك ـ التشويش على الطائرة، أو استدراجها، وسرقتها في حالة التوصل إلى شفرة التوجيه.

وفي حالة استخدام أسلوب البرمجة الكاملة للطائرة، والمستشعرات لأداء مهمة نمطية، فإنه يحتفظ بالطائرة في مدى سيطرة المحطة الأرضية، وكذلك يحتفظ بمستقبل قناة المعلومات الصاعدة مفتوحاً على وضع الاستقبال؛ لإسناد أي مهام لحظية للطائرة، ويُعَدّ هذا الأسلوب مزيجاً من الأسلوبيَن، الأول، والثاني، كما يوفر ميزة أساسية هي الاحتفاظ بأكثر من طائرة في الجو تضطلع كل منها بمهمة منفصلة. ويمكن لطاقم المحطة الأرضية أن ينقل سيطرته، وإنصاته للمعلومات من طائرة إلى أخرى، وتتضح أهمية ذلك في مهام استخدام الطائرات في الحرب ضد الدبابات، وكذلك في مهام ركوب الشعاع؛ لتدمير الرادارات المعادية.

2. الطائرة المتوسطة الحجم المعروفة باسم (Midi):

أما الطائرات المتوسطة الحجم الموجهة من دون طيار (Midi)، فتتميز بمقطع راداري صغير ـ نسبياً ـ وسرعتها العالية، وحمولتها الأكبر من الطائرات من النوع الصغير، وتطير على ارتفاعات أعلى (8 ـ 10 كم)، كما أن مدى عملها يزداد. وهي ملائمة؛ لأغراض التصوير الجوي، والإعاقة الرادارية، والخداع الراداري باستخدام الرقائق المعدنية، والخداع الحراري باستخدام المشاعل الحرارية. ونظراً إلى زيادة مداها، فإنها يمكن أن تستخدم التوجيه بالأقمار الصناعية بنظام (GPS)، خارج مدى سيطرة المحطة الأرضية، كما يؤجل الإرسال الفوري بالمعلومات، والصور الحرارية، والتلفزيونية، ولكن يوجد إمداد مستمر بالمعلومات عن الحالة الفنية، وإحداثيات الطائرة، وذلك في نطاق سيطرة المحطة الأرضية. ويمكن استخدام طائرة من النوع الصغير (Mini)؛ لإعادة الإذاعة بين الطائرة المتوسطة الحجم (Midi)، والمحطة الأرضية.

3. الطائرة الكبيرة (Maxi) أو (High Flyer):

وتتميز الطائرات الكبيرة (Maxi) بالحمولة الكبيرة، وزمن الطيران الأكبر، وكذلك المدى الكبير وقد يصل مدة بقائها في الجو أكثر من 10 ساعات، وهي ملائمة للقيام بالمهام التي تخرج عن قدرات العنصر البشري، وأعمال الاستطلاع الإستراتيجي، كما تستخدم في دعم شبكات القيادة، والسيطرة، والاستخبارات (C41)، وتعمل بأسلوب البرمجة الكاملة المسبقة، مع إمكان التدخل من الأرض، وإمكان الإرسال الفوري بالمعلومات ضمن نظام متكامل؛ لتجميع المعلومات، وتوزيعها على مختلف المستويات.

خصائص ومهام الطائرات الموجهة من دون طيار:

تمتاز الطائرات الموجهة من دون طيار بالبساطة في تصميم وتنفيذ كل من: "هيكلها الخارجي، ومحركها، والمعدات التي تسيطر عليها"، وعلى الرغم من ذلك، فإنها تؤدي مهمتها على أكمل وجه. ويجب الأخذ في الحسبان أن هذه الطائرات لم ولن تكن بديلاً عن الطائرات العادية، بل إنها مكملة لها في بعض المهام والواجبات، خاصة في المناطق ذات التهديد الكبير في مسرح العمليات، أو في المناطق غير المرغوب تعرض أي من أطقم الطائرات لخطر الموت، أو الأسر.

ويمكن تلخيص أهم هذه الخصائص فيما يلي:

1.     قِلَّة نفقات الحصول عليها، والتي لا تكاد تذكر، إذا ما قورنت بتكاليف الطائرات العادية، فمثلاً، ثمن طائرة (F-15) يعادل ثمن ألف طائرة موجهة من دون طيار.

2. قَلَّة نفقات صيانتها وطيرانها، إذا ما أخذنا في الحسبان أسعار النفط، والأزمات التي تحدث للحصول عليه، وأن نفقات رحلة واحدة لطائرة (فانتوم)، تعادل 200 رحلة طائرة موجهة من دون طيار.

3. قِلَّة نفقات تدريب أطقم العاملين عليها، وصِغَّر فترة التدريب لجعلهم خبراء، إذ إنه يمكن تدريب أطقمها في ثلاثة أشهر، ويمكن جعلهم خبراء في ستة أشهر.

4. صعوبة تحديد مواقعها على الأرض، في حالة عدم طيرانها.

5. إمكانية القيام بمهام متعددة ـ أغلب المهام ـ باستخدام الطائرة نفسها بعد تغيير الأجهزة الفنية اللازمة للمهمة الثانية.

6. كِبر مدة بقائها في الجو يؤدي إلى استمرارية متابعة مسرح العمليات، من دون اللجوء إلى استخدام مصادر، أو طائرات أخرى؛ إذ تصل المدة ـ في بعض الطائرات المتوسطة ـ إلى 10 ساعات.

7. إضافة إلى أن توجيهها باللاسلكي، فإنه يمكن برمجة طيرانها، وأدائها لمهمتها بوساطة الحاسب الآلي الموجود بها.

مكونات الطائرات الموجهة من دون طيار:

إضافة إلى هذا، فمن الأمور المهمة التي أدت إلى نجاح هذه الطائرات، تقنية تصنيعها، ولقد ظهرت ميزات هذه التقنية كالتالي: "جسم الطائرة، معدات الطيران، الحمولة، المحرك، محطة التوجيه والتحكم".

1. جسم الطائرة (Bird):

أستعيض عن أغلب المعادن في صناعة جسم هذه الطائرات (خاصة المتوسطة الحجم)، باللدائن، والفايبرجلاس والتي وصلت ـ في بعض الطائرات ـ إلى أكثر من 80% مما أعطاها الميزات التالية:

أ. تقليل وزن الإقلاع، وتقليل المقطع الراداري.

ب. مع استعمال أنواع من الطلاء الذي يساعد على امتصاص الشعاع "Stealth Technology" أسهم في زيادة تقليل احتمالات كشفها رادارياً.

ج. نظراً للبساطة في تكوين الهيكل، والأجنحة التي صممت جميعها على هيئة وحدات يسهل فكها، وتركيبها، فإن إجراء الصيانة، والإصلاح يستغرق وقت قصير جداً، وبسهولة فائقة، فمثلاً يصل وقت تجميع طائرة من نوع (سكاوت) الإسرائيلية إلى أقل من عشرة دقائق.

د. ثمن نفقات الهيكل من اللدائن، أو الفيبرجلاس يعادل 10% من ثمن النظام ككل.

 2. المحرك:

تستخدم المحركات المكبسية في الطائرة الصغيرة (Mini)، وتستخدم محركات (التيربوجيت، والتيربوفان) في نوعَي (Midi)، و(Maxi)، بعد تحسين أدائها، ونُفذت الإجراءات، والإضافات التالية لخدمة المهمة:

أ. نقل مروحة دفع المحرك إلى الخلف؛ لضمان سلامتها عند استرجاع الطائرة بوساطة الشبكة.

ب. لتقليل الإشعاع الحراري، ومن ثم تقليل نسبة التعرض، والإصابة من صواريخ سام الحرارية، فقد طُليت أنابيب الخروج عادم المحرك، ووُضعت في مواجهة المروحة الخلفية؛ لتشتيت الحرارة المنبعثة من المحرك.

ج. تخفيض قوة الصوت الناتج عن المحرك؛ لتقليل فرصة سماع صوت الطائرة أثناء مرورها.

3. معدات الطيران (Avionics):

هناك العديد من هذه المعدات، والتي تُعَدّ أهم مكونات النظام، وتعتمد كفاءة نجاح المهمة على كفاءة عمل هذه المعدات، وتكامل عطائها مع بعضها البعض، وقد تنافست الدول الصانعة ـ إلى حدٍّ كبير ـ في التسابق؛ لإنتاج الأكفأ، والأحدث في المجالات الآتية:

أ. الاتصالات: وهو الأهم في النظام لأنه ينقل البيانات، والمعلومات من الطائرة، ويعطي التعليمات، والأوامر إليها بوساطة ما يسمى (Data Link)، باتجاهين هما (Up/ Down Link) قناة الاتصال الصاعدة للطائرة، وقناة الاتصال الهابطة من الطائرة للمحطة الأرضية، وتُعَدّ الإعاقة الإلكترونية، والتشويش أخطر، وأهم تهديد لعملية الاتصال هذه، وفي حال حدوث هذه التهديدات، فإن المهمة لن تتحقق، لذلك فقد تسابقت الدول الصانعة في وضع الحلول المناسبة لمثل هذه التهديدات بشتى الطرق والوسائل؛ سواء كانت فنية، أم تكتيكية.

ب. الملاحة: عندما تكون الطائرة الموجهة من دون طيار خارج مدى مركز التوجيه، فإنها تواجه بعض العقبات بأجهزتها الملاحية؛ لذلك، فإن معظم هذه الطائرات مزودة بأكثر من نوع من النُظُم الملاحية، تختلف في دقتها، وحسن أدائها، طبقاً لنوع تلك الطائرة، ومهمتها.

وقد تعمل هذه الأجهزة منفصلة، أو مكملة لبعضها البعض، ومن هذه الأنظمة الملاحية، نظام "ملاحة الدوبلر" (DOPLER NAVIGATION)، ونظام (أوميغا) الملاحي، الذي يعمل بالاتصال مع الأقمار الصناعية، وهو من أدق النظم، وأكثرها حساسية في تأدية المهام الملاحية.

4. الحمولة:

إذا استثنينا مهمة الطائرات الموجهة من دون طيار كهدف جوي، فإن بقية مهامها تعتمد ـ إلى حدٍّ كبير ـ على الحمولة التي تختار؛ طبقاً لنوع المهمة. وتتفاوت هذه الحمولة طبقاً لنوع الطائرة، وحجمها. فمثلاً، من الحمولات الضرورية جداً لمهمة الاستطلاع آلات التصوير بأنواعها "التلفزيونية، والبانورامية، والحرارية"، ومكان وضعها. وفي مجال الحرب الإلكترونية، هناك المستقبلات، والمرسلات؛ للقيام بأعمال الحرب الإلكترونية، السلبية، والإيجابية. وكذلك المستودعات الخاصة بالإعاقة الإيجابية، أو مستودعات الرقائق المعدنية (Chaff)، كما أن الطائرة قد تحمل عواكس ركنية، أو عدسات؛ لزيادة انعكاسها الراداري.

5. محطة التوجيه والتحكيم:

وهي من أهم مكونات النظام وأغلاها، وتختلف من طائرة إلى أخرى، كما تختلف بعدد الأهداف التي يمكن لهذه المحطة السيطرة عليها، وعادة ما تكون هذه المحطات أرضية، أو جوية.

كما يمكن تزويد هذه الطائرات بكثير من النُظُم، مثل: "نظام الطيار الآلي، ونظام الاتصالات الملاحية (Radio Navigation)؛ لتوجيه الطائرة ذاتياً، في حالة تعطل خطوط اتصال المعلومات، ونظام محدد الارتفاع الدقيق (Radio Altimeter)، ونظام ملاحي؛ لسلامة عودة الطائرة، في حالة فقدان الاتصال معها لفترة معينة من الوقت.

المهام التي يمكن للطائرات الموجهة من دون طيار القيام بها:

 تستطيع الطائرات الموجهة من دون طيار القيام بالمهام التالية: "أهداف مسيرة، الاستطلاع، كشف الأهداف، المراقبة الفورية لميدان القتال، أعمال الحرب الإلكترونية، إسقاط بعض الأجهزة والمواد الخاصة ببعض المهام، محطة إعادة إذاعة لاسلكية، الأرصاد الجوية، العمل كصاروخ موجه.

1. أهداف مسيرة:

كما هو معروف، فهذه أول مهمة أسندت لهذا النوع من الطائرات، وبما أننا لا نحتاج إلى أدوات قياس دقيقة جداً، فإن تطورها قد خطى خطوات واسعة، لم يخضع أي منها لتعقيدات السرية. وقد تدرجت سرعتها حتى وصلت إلى (2) ماخ، ويمتاز أغلبها بإمكانية المناورة العالية، ويمكن استعادة أغلبها، حسب درجة إصابتها، أو عدم إصابتها، كما أنه بهذا المجال، قامت الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام طائرات (مقاتلة/ مقاتلة قاذفة) ـ كانت قد أخرجت من الخدمة ـ لتطير من دون طيار؛ لتنفيذ مهمة بعض رمايات (الجو/ جو) التي تتطلب أهدافاً حقيقية ذات سرعات، وقدرات عالية جداً على المناورة. ويقال إن هذا الأسلوب قد استخدم من قِبل الألمان قبل 1945.

2. الاستطلاع:

تحتاج أغلب جيوش العالم إلى الاستطلاع الجوي؛ نظراً لِمَا يتمتع به من سرعة في التنفيذ لأسباب رئيسية، هي:

أ. إجبار الأسلحة الحديثة المتطورة للعدو على الفتح والانتشار.

ب. تعتمد الأسلحة المتقدمة على الدقة المتناهية في إصابة الأهداف، لذلك، فهي بحاجة ماسة إلى تعيين دقيق لهذه الأهداف.

ج. هناك وقت كبير ـ نسبياً ـ بين وقت تنفيذ المهمة، ووقت إعطاء نتائجها، في ما إذا استخدمت طائرات الاستطلاع العادية.

فإذا ما قمنا بالمفاضلة بين طائرات استطلاع عادية، وطائرات موجهة من دون طيار، في تنفيذ مهمة الاستطلاع، لوجدنا أن أفضل وسيلة لهذه المهمة، هي الطائرات الموجهة من دون طيار، وعلى الرغم من ملاءمتها الكاملة لهذه المهمة، والنتائج الإيجابية التي حققت فوق فيتنام، فإنها لا تزال تستخدم استخداماً محدوداً على المستوى العملياتي، وفقط في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض دول أوروبا الغربية، مثل بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وتستخدم، على نطاق واسع في إسرائيل. 

أما الحمولات الرئيسية لهذه الطائرات أثناء هذه المهمة، فهي آلات تصوير تلفزيونية لها عدسات مقربة، وآلات تصوير تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويمكنها تنفيذ الاستطلاع الجوي بجميع أنواعه، مثل التصوير "الرأسي، والمائل، والحراري، والإشعاعي، والمغناطيسي، والكيماوي ... إلخ"، نهاراً، أو ليلاً، مغطية مساحات كبيرة داخل أرض العدو، تختلف باختلاف آلة التصوير المستخدمة، وارتفاع الطائرة.

3. كشف الأهداف:

مع استمرارية تحرك الأهداف في العمليات، فإن المدفعية، أو الطيران، أو أي من الأسلحة التي ستشاغل الهدف، تكون في حاجة ماسة إلى معلومات دقيقة جداً، كما يلزمها متابعة لعملية التدمير، ثم تقدير مدى الإصابة. وفي مجال استخدام الأسلحة والذخائر التي تعمل بنظام الليزر، فإن هذه الطائرات هي أفضل وسيلة لتحديد الأهداف، واستمرار إضاءتها بأشعة الليزر؛ لعمل الانعكاس اللازم لهذه الذخائر؛ سواء التي تطلق من البر، أو من الجو.

وتستخدم هذه الطائرات في إدارة نيران المدفعية، والصواريخ التقليدية، وتقييم الخسائر، وتحديد نتائج الهجمات الجوية في الإسناد الجوي القريب، أو القصف المدفعي في عمق دفاعات العدو.

4. المراقبة الفورية لميدان المعركة:

نظراً للحاجة الماسة لتوافر المعلومات الفورية للقائد، أو متخذ القرار الموجود ـ عادة ـ بعيداً عن منطقة القتال الفعلية، لذلك فإن هذه الطائرات التي توفر إرسال صورة فورية مفصلة عن أرض المعركة بوساطة دوائر تليفزيونية تعطي القائد ميزة حقيقية كبيرة، ألا وهي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

5. أعمال الحرب الإلكترونية:

تلعب الطائرات الموجهة من دون طيار الدور المهم، والبارز في هذا المجال، لأنها تناسب وتلاءم ـ بشكل واضح ـ القيام بهذا الدور، فالمكان الحقيقي لهذه المهمة سيكون فوق أرض المعركة، والتي يكْمُن الخطر فيها على الطيارين والطائرات. وعادة فإن هذه المهام تتطلب البقاء فوق مسرح العمليات لمدد طويلة، وإعادة المهمة مرات عديدة. كما تمتاز الطائرات الموجهة من دون طيار عن وحدات الحرب الإلكترونية الأرضية، بأنها تكون دائماً أقرب إلى الهدف متفادية نقطة الضعف في الوسائل الأرضية التي كلما زاد بعدها عن الهدف، تتناقص قوة البث، وينقص تأثيرها بشكل كبير جداً، ويمكن تلخيص أهم الأعمال التي يمكن لهذه الطائرات أن تقوم بها في مجال الحرب الإلكترونية بالتالي:

أ. الاستطلاع الإلكتروني بجميع أنواعه (لاسلكي ـ راداري ـ حراري ـ تليفزيوني).

ب. الإعاقة الإلكترونية الإيجابية (اللاسلكية والرادارية). 

ج. الإعاقة الإلكترونية السلبية والخداع الإلكتروني، وذلك بعد تجهيزها بالتالي:

(1) عواكس ركنية؛ لإظهار هذه الطائرات كطائرات كبيرة الحجم.

(2) عدسات رادارية (لنبرج) التي تقوم بتركيز الأشعة الرادارية في اتجاه مصدر الإشعاع؛ لتظهر على شاشات الرادار وكأنها طائرات كبيرة الحجم.

(3)    قد تصمم بعض هذه الطائرات؛ بحيث تعطي انعكاس راداري كبير دون الحاجة إلى أي إضافات مثل الطائرة الأمريكية (Maxi Samson-500)، والطائرة الإسرائيلية المصنوعة بامتياز عن الطائرة السابقة والمسماة (سمسون).

والطائرات المجهزة بهذه التجهيزات تجبر منظومة الدفاع الجوي المعادية على فتح، وتشغيل أجهزة رادار الكشف، والتتبع في اتجاهها للمشاغلة. ومن ثم إتاحة المجال لطائرات الحرب الإلكترونية من تحليل الترددات، وإيجاد، وتعيين المكان الصحيح لمواقع الأهداف المعادية؛ لتنفيذ أعمال الإعاقة، والتدمير ضدها، وكذلك استنفاذ الصواريخ الجاهزة للإطلاق؛ مما يفتح ثغرة في الدفاعات الجوية المعادي؛ مما يسهل عملية الاختراق، وتنفيذ المهمة بحُرية وأمان.

كما تستخدم هذه الطائرات لجذب اهتمام منظومة الدفاع الجوي المعادية في اتجاه ثانوي؛ لتشتيت جهودها حتى يمكن للقوات الجوية الصديقة تنفيذ مهام في اتجاهات أخرى رئيسية، دون التعرض لخطر هذه المنظومة بهدف تحقيق المفاجأة المطلوبة.

6. إسقاط بعض الأجهزة والمواد الخاصة ببعض المهام:

يمكن للطائرات الموجهة من دون طيار إسقاط الكثير من الأجهزة، والمواد نذكر منها الآتي:

أ. إلقاء أجهزة إعاقة متبددة (Expandable Jammers) بجوار مراكز القيادة، والسيطرة، والرادارات المعادية؛ لإرباك عملها.

ب. مستودع الرقائق المعدنية (Chaff)؛ لإرباك عمل الرادارات المعادية، وخداع الصواريخ الموجهة رادارياً.

ج. مشاعل حرارية؛ لخداع الصواريخ الموجهة حرارياً.

د. مشاعل ضوئية؛ لأغراض الرمايات الليلية.

هـ. مستشعرات مختلفة وأجهزة بيكون، وشراك خداعية.

و. عبوات بيولوجية، والعديد من أنواع القنابل، حسب المهمة.

ز. الاشتراك في عملية الحرب النفسية؛ بإسقاط المنشورات في عمق أراضي العدو؛ للتأثير على معنويات قواته المسلحة، وشعبه بشكل عام.

 7. محطة إعادة بث لاسلكي:

جُهزَّت بعض هذه الطائرات بأجهزة إعادة بث لاسلكي؛ لزيادة كفاءة، ومدى الاتصالات اللاسلكية لإمكان السيطرة على القوات التي تعمل كمفارز متقدمة على مواجهة واسعة، أو في مناطق منخفضة، كذلك تحقيق الاتصال مع قوات الإبرار في عمق دفاعات العدو.

8. الأرصاد الجوية:

للتنبؤ بحالات الطقس، وخدمة أغراض الأرصاد الجوية المختلفة.

9. العمل كصاروخ موجه انتحاري (Kamikaze):

يمكن تجهيز هذه الطائرات بقنابل، أو رؤوس حربية مدمرة، واستخدام الطائرة نفسها كقذيفة موجهة، وخاصة على الأهداف المهمة جداً، والتي يتطلب تدميرها العديد من الطائرات القاذفة، فضلاً عن طياريها؛ لضمان إصابة الهدف بدون خسائر في القوات الجوية الصديقة؛ نظراً لإمكانية التحكم بمسارها، وتوجيهها إلى الهدف حتى لحظة الاصطدام باستخدام آلة التصوير التلفزيونية. كما يمكن تجهيزها بقنابل مضادة للإشعاع الراداري؛ لضرب هدف راداري مهم.

أساليب الإطلاق، والاستعادة:

إن الهدف من استخدام معدات الإقلاع ـ ببساطة ـ هو توفير التسارع للطائرة إلى السرعة التي تكفي لرفعها في الجو، مع توفير الاحتياطات التي توفر السلامة للطائرة وحمولتها باستخدام القواذف الهيدروليكية، أو ضواغط الهواء، أو وسائل الدفع الصاروخي. (اُنظر صورة الإطلاق والاستعادة) و(صورة نظم الإطلاق).

وعند استخدام مجموعة العجلات، تجهز الطائرة بعجلات صغيرة، كما في الطائرة (سكاوت) الإسرائيلية، وغالباً، ما تستخدم ثلاث عجلات كأي طائرة صغيرة؛ إذ تجري الطائرة على الأرض مسافة معينة، ثم ترتفع في الجو، ويتحكم فيها أثناء الجري بوساطة عصا قيادة موجودة في لوحة التحكم، ويمتاز هذا الأسلوب بعدم الحاجة إلى معدات معقدة، إضافة إلى ارتفاع نسبة التأكد من نجاح الإقلاع، كما يمكن إيقاف الطائرة، وإلغاء عملية الإطلاق لأي سبب من الأسباب، غير أنه يلزم وجود ممر للإقلاع. إن وجود العجلات بعد الإقلاع يجعل جزءاً من قدرة المحرك مفقوداً دون عائد، فضلاً عن أن هذا الإطلاق يتأثر بسرعة الريح، واتجاهها مع ملاحظة صعوبة الإقلاع ليلاً؛ إلاّ إذا أُضئ ممر الإقلاع؛ ليتمكن الموجه من رؤية الطائرة أثناء تحركها بسرعة على الممر.

أمّا عند استخدام القواذف الهيدروليكية، كما في الطائرة الأمريكية (أكويلا)، فتستخدم قضباناً معدنية مركباً عليها عربة صغيرة تحمل الطائرة، وتتحرك العربة التي تحمل الطائرة على القضبان، بوساطة مجموعة أسلاك، وبكرة تحركها أسطوانة تعمل بالضغط الهيدروليكي. وتتحرك العربة الحاملة للطائرة على القضبان بسرعة متزايدة حتى وصولها إلى قرب النهاية؛ إذ يتم الحصول على السرعة المقننة للانطلاق، وعند توقف العربة بوساطة فرامل خاصة، يقطع السلك، أو تخلع مسامير تثبيت القضيب، وتستمر الطائرة في الحركة تاركة العربة تعود إلى بداية القضيب، وترتفع الطائرة في الطيران؛ إذ يقوم موجه الطائرة بالتحكم في حركتها من بعد، عن طريق لوحة التحكم الموجودة في المحطة الأرضية، أو تستمر الطائرة في الطيران حسب البرنامج المخزن في الحاسب الآلي بها. وهكذا، لا تحتاج الطائرة إلى ممر إقلاع، إضافة إلى السهولة الواضحة للمناورة بمكان الإطلاق وتغييره، كما يسهل الإطلاق، ليلاً، ولا يحدث أي وهج، أو دخان يكشف مكان الإطلاق، إضافة إلى انخفاض تكاليف الإطلاق بشكل واضح.

ولا تختلف القواذف التي تعمل بالهواء المضغوط عن القواذف الهيدروليكية، ميكانيكياً، غير استخدام الهواء المضغوط؛ كوسيط لنقل الضغط إلى اسطوانة التشغيل.

وفي حالة استخدام أسلوب الإطلاق بمساعدة الدفع الصاروخي، كما في الطائرة الألمانية (KDAR)، فتطلق بعد تركيب صاروخ دفع بالطائرة، بعد وضع الطائرة فوق حامل بسيط مع عمل المحرك، ثم يشغل صاروخ الدفع، فترتفع الطائرة بسرعة متزايدة إلى أن تصل إلى السرعة المقننة؛ للحصول على الدفع الكافي، فينفصل الصاروخ عن الطائرة، ويسقط على الأرض ـ في حين تستمر الطائرة في طيرانها اعتماداً على محركها فقط ـ ويلاحظ أن خروج لهب من صواريخ الدفع يسبب مشاكل أمنية، فضلاً عن كشف مكان الإطلاق، إضافة إلى ارتفاع نفقات الإطلاق بالنسبة للوسائل الأخرى.

استعادة الطائرة:

تستخدم بعض الأنظمة الفرعية في الطائرة الصغيرة (Mini) تكون مهمتها الأساسية هي إعادة الطائرة إلى الأرض بسلام، أو بأقل تلف ممكن؛ سواء بعد انتهاء مهمة الطائرة، أو في حالة الطوارئ، أو في حالة نفاد الوقود؛ مما يستدعى استرجاعها من الفور. وتستخدم في عملية الاستعادة العجلات، أو الزحافات، أو المظلات، أو باستخدام الشباك، أو بالجمع بين أكثر من وسيلة. (اُنظر صورة نظم الاستعادة من الجو).

وفي حالة استخدام العجلات، كما في الطائرات التقليدية، فإن الموجه يخفض السرعة إلى أن تصبح سرعة الطائرة أقل ما يمكن، ويلزم الحرص الزائد حتى لا ترتطم الطائرة بالأرض في لحظة التلامس، ويفضل استخدام ممر مرصوف، أو أرض ذات حشائش، ومستوية ويمكن استخدام العجلات، ليلاً، باستخدام وسائل الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء "Forward Looking Infra Red (FLIR)"، ولا يمكن استخدام العجلات في الأرض الرملية، أو غير المستوية، أو عند وجود عوائق، وحصى.

وتستخدم المظلات كوسيلة رئيسية، أو احتياطية للطوارئ، كما يلزم إيقاف المحرك قبل فتح المظلة، ويستخدم نظام الهبوط بالمظلة مع أنواع الطائرات (ميراك، والماستيف، وسكاوت)، وتصلح للاستخدام فوق جميع أنواع الأراضي، ولا تحتاج لإعداد مكان الهبوط، ولا تحتاج لمهارة عامل التوجيه، إلاّ أنها تتأثر بالرياح، كما أن فتح المظلة يعتمد على أنظمة فرعية معقده؛ مما يقلِّل من الاعتماد على نظام الهبوط بالمظلة.

ويُعَدّ استخدام الزحافات وسيلة فرملية، وتمتاز باستخدامها على عدة أنواع من الأرض؛ سواء المرصوفة، أو الرملية، أو حتى الجليدية، أو الصخرية، وتحقق اتزاناً، واستقراراً أكبر كما تصلح للهبوط ليلاً. وتعتمد في عملها على نظام مساعد لإخراج الزحافات، وهذا عيب جوهري، ويمكن استخدام الشباك على قائم رأسي في عملية الاستعادة، كما في الطائرة (اكويلا)، وفي هذه الحالة يلزم توجيه الطائرة يدوياً في مرحلة الهبوط؛ إذ تتجه نحو الشبكة بأقل سرعة، ويوقف المحرك قبل أن تصطدم الطائرة بالشبكة التي تقوم بامتصاص طاقة الحركة. وتصلح هذه الطريقة فوق كل أنواع الأراضي تقريباً، وكذلك فوق السفن؛ إلاّ أنها تحتاج إلى دقة، ومهارة عامل التوجيه.

استخدامات تخصصية للطائرات الموجهة من دون طيار:

1. الطائرة من دون طيار في مهام التدمير:

عندما تتعامل الطائرات الحديثة مع الأهداف الأرضية، فإن تنفيذ تلك المهام يتطلب إمكانات هائلة؛ سواء من ناحية الطائرة، أو الطيار. ولقد تطلب وجود العنصر البشري توفير وسائل حماية زادت كثيراً من ثمن الطائرة إلى عدة ملايين من الجنيهات، إضافة إلى إعداد الطيار، وما يتبع ذلك من تكاليف باهظة، فضلاً عن أن تنفيذ بعض المهام يتطلب القيام بمناورات حادة تخرج كثيراً عن إمكانيات، وقدرات العنصر البشرى.

وهنا تجئ الطائرات الموجهة من دون طيار التي لا تخاف، ولا تقف إمكانياتها عند حد؛ بل يمكنها تنفيذ مهام انتحارية (Kamikaze)، أي ترتطم بنفسها بالهدف؛ لتدميره، ولا شك أن الأمر كان سيختلف كثيراً لو أن اليابان كانت قد توصلت إلى هذا الاستخدام؛ إذاً لأمكن حماية أرواح عشرات الطيارين اليابانيين الذين ضحوا بأرواحهم في مهام انتحارية (كاميكازية) ضد العديد من القطع البحرية الأمريكية قبل نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويمكن استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار؛ كصواريخ مضادة للإشعاع الراداري "Anti Radiation- Missiles (ARM)"؛ فتصل إلى هوائي الرادار؛ فترتطم به، وتدمره. وهو تطبيق بسيط لتحميل صاروخ صغير ذو رأس مدمرة باحثة عن الإشعاع الراداري، بحيث يمكن إطلاق هذا الصاروخ، مباشرة، من طائرة موجهة من دون طيار بعد توجيهها عن بعد من محطة التحكم والتوجيه الأرضية. ومن المثير حقاً أن الطائرة الموجهة من دون طيار تتجول في منطقة تحدد لها؛ فإذا رُصد إشعاع راداري معين، فإنها تنطلق في اتجاه هذا الشعاع حتى الهوائي؛ فتدمره، فإذا ما قام العامل بتبطيل الرادار فجأة، فإنها تعاود الدوران، وترتفع ثانية في الجو؛ انتظاراً لمعاودة تشغيل الرادار؛ لتنقض عليه، وتدمره، الأمر الذي يجعلها فعلاً من الأجهزة المعدَّة من الأسلحة الذكية "Smart Weapons"، وهناك تعاون إسرائيلي مع ألمانيا، وبريطانيا، وعدة دول أخرى في إنتاج الطائرة (KDAR)، كانت ثماره الطائرة (HARPI) المضادة للرادارات، التي تنتجها شركة (مازلات) الإسرائيلية.

ولا يقتصر استخدام الطائرات من دون طيار على مهام تدمير الرادارات فقط؛ بل يمكن تحميل أجهزة التوجيه الإيجابية للصواريخ المضادة للدبابات على الطائرة التي تحمل صاروخان على الجانبين، وفي هذه الحالة توجه، مبدئياً، على الهدف باستخدام دائرة تلفزيونية محمولة على الطائرة، ومرتبطة بمحطة التوجيه الأرضية؛ إذ تظهر ـ بوضوح ـ صورة الهدف على شاشة عرض المحطة الأرضية، وفور الوصول إلى المدى المطلوب، يُطلق الصاروخ، ويرسل المرسل بالطائرة إشارات لتصحيح المسار إلى الصاروخ حتى لحظة اصطدامه بالهدف، وتدميره، كما يمكن حمل الصواريخ المضادة للأفراد التي تنفجر؛ فتتطاير منها آلاف الشظايا؛ لتدمير المباني، والمنشآت، والعربات، والأفراد. ومن أمثلة ذلك الطائرة الألمانية (PAD)، وهي من نفس عائلة الطائرة (TUCAN) المضادة للدبابات، والتي تمثل نوعاً جديداً من الأنظمة الدفاعية ضد القوات الضاربة المعادية، خاصة عندما تتفوق هذه القوات المعادية في المدرعات، وأنظمة الدفاع الجوي؛ فتمتص الطائرات الموجهة من دون طيار هذا التفوق؛ إذ إنها تطير إلى عمق دفاعات العدو، ويمكن توجيهها من بعد، أو بوساطة رؤوس طرفية تستخدم المستشعرات الرادارية، والحرارية ضد الدبابات، والمستشعرات الباحثة ضد الرادارات (ARM)، والمستشعرات ضد أجهزة الإعاقة؛ إذ تستشعر أجهزة الإعاقة التي يستخدمها العدو، فتتوجه إلى شعاع الإعاقة وصولاً إلى هوائي جهاز الإعاقة؛ فتدمره.

ومن المثير حقاً أن هذه الطائرات يمكن وضعها في خراطيش، وتطلق من قواذف (MLRS)؛ إذ تطلق الخراطيش لتخرج منها الطائرة، ويحتوي القاذف على 18 خرطوشة، أي 18 طائرة تطلق في مدة قصيرة، وهي تمثل دماراً غير محدود لأهداف النسق الثاني للعدو، مما يوقف الدبابات، ويدمرها، ويدمر الرادارات، وأجهزة الإعاقة بصورة تمتص التفوق المعادي، في استخدام تكنولوجي يوفر مفهوم الهجوم العميق في المعركة "البر/ جوية"، ويمثل ذلك درجة عالية من الاستعداد القتالي؛ إذ يمكنها العمل ليلاً، ونهاراً، وفي جميع الأجواء. وليست هناك حاجة إلى شؤون إدارية، فالطائرات تُخزن ـ تماماً مثل الذخيرة ـ في خراطيش، وتُطلَّق مباشرة من حاوياتها، ولا تحتاج إلى كفاءات ذات قدرات خاصة، لأن الطائرات لديها قدر من الذكاء الصناعي. كما أن هذه الطريقة الحديثة، والمباغتة توفر كفاءة عالية، ولكن يصعب إصابتها؛ نظراً لصغر حجمها، إضافة إلى أن انسيابية الطائرة تقلِّل من مقطعها الراداري وبصمتها الحرارية؛ الأمر الذي يزيد كثيراً من قدرتها على البقاء.

2. الطائرة الروبوت (PRAVE-3000)

وهي طائرة آلية من دون طيار متعددة المهام من إنتاج شركة (بوينج) استمدت اسمها (BRAVE) من الحروف الأولى للجملة "Boing Rabotic Air Vehicle"، والجسم مدعم بالألياف الزجاجية؛ ليتلاءم مع السرعة العالية (703 كم/ ساعة)، والحمولة الكبيرة؛ إذ يصل الوزن الكلي 238 كجم، ووزن الوقود حوالي 131 كجم، ويصل مدى الطائرة إلى حوالي 500 كم، ويتوقف على الحمولة والزمن المطلوب وجود الطائرة فيه في الجو. وتستخدم الطائرة عدة أنواع من الملاحة، هي: "المغناطيسية، والملاحة بالرادار الدوبللري، والملاحة باستخدام الأقمار الصناعية بالنظام (GPS)"، وذلك في المراحل المستقبلية؛ لزيادة الدقة في تحديد المحلات.

ويمكن استخدام الطائرة في مهام متعددة، منها: "الهجوم العميق، مع حمل قنابل للتدمير، وكذلك في أعمال الإعاقة الرادارية، وإنشاء ممرات بالرقائق المعدنية، وكذلك في أعمال الاستطلاع؛ للحصول على المعلومات الموقوتة عن القوات، والأنظمة الدفاعية المعادية ليلاً، ونهاراً"؛ إذ يمكن حمل مستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، والمثير، فعلاً، هو إمكانية إطلاق الطائرة من القواذف الصاروخية متعددة المواسير (MLRS)؛ إذ يوجد الروبوت في حاوية مثل الطلقة، وتفتح الأجنحة بعد الإطلاق.

أما الطائرة الثانية (BRAVE-200)، فهي أصغر حجماً من الأولى، وتزن 120 كجم، ولا تحتاج إلاّ إلى رجلين لتشغيلها، ويبلغ طولها 2.1 متر، ويدفعها محرك ثنائي الاسطوانة 28 حصاناً، ويصل ارتفاع المركبة (8 ألاف ـ 11 ألف و500 قدم)، وتتوجه نحو منطقة الهدف؛ إذ تخفض سرعتها، وارتفاعها، وتحوم لتخفيض استهلاكها من الوقود، وتبلغ الحمولة القصوى ـ بما فيها الوقود ـ 50 كجم، ويمكن أن تصل إلى مدى يتجاوز 600 كم.

3. استخدام مبتكر في مجال الإنذار المبكر:

وهو أن تستخدم الطائرات الموجهة من دون طيار في مجال الاستطلاع التكتيكي، وذلك ما قد يتخيله العقل بسهولة، إلاّ أنه في إطار ابتكار أساليب جديدة، واكتشافها؛ لاستخدام الطائرات الموجهة من دون طيار ابتكرت شركة (جرومان) الأمريكية المنتجة للطائرة (E-2C)، طائرة موجهة من دون طيار من النوع المتوسط (Midi)، توجه من الطائرة (E-2C)؛ للعمل في المناطق التي تقع خارج نطاق عملها، مما يضيف للطائرة الأم إمكانية أكبر، وأعمق للكشف الراداري، ويحقق مدى أكبر للرؤية دون أن تعرض نفسها لوسائل الدفاع الأرضي، أو لهجمات جوية غير متوقعة.

وتستطيع الطائرة (Midi) الجديدة أن تبقى في الجو حوالي 14 ساعة، ومزودة بحمولة ألف و500 رطل من أجهزة الاستشعار الراداري، ووسائل جمع المعلومات المختلفة، والاتصالات؛ إذ تقوم بمهام المراقبة الجوية للقطع البحرية المختلفة، ثم تبلغ المعلومات المتحصل عليها فوراً من طريق قناة اتصال (Data Link) إلى الطائرة  (E-2C). وهكذا، تستخدم الطائرة الموجهة من دون طيار في مجال الإنذار المبكر بأسلوب جديد ومبتكر؛ مما يغير في تكتيك استخدام طائرات الإنذار المبكر، ويحقق أكبر قدر من الاستفادة منها؛ بل ويؤمن قدراً ملحوظاً من الحماية لتلك الطائرات .

4. الطائرات المتوسطة الحجم (Midi):

لقد كان لنجاح الطائرات الصغيرة (Mini) ـ وكذلك للتطورات الملحوظة في عالم الإلكترونيات ـ أكبر الأثر في توفير الرغبة للمزيد من الطائرات الموجهة من دون طيار. الأكثر تعقيداً، وتصميماً؛ لتكون أسرع، ولتخترق بعيداً، وبعمق داخل أرض العدو. وتسارع التعقيد، وأصبحت المركبة أكثر تعقيداً، وكلفة. ومن ثم اتجهت الأنظار إلى المزيد من إجراءات الحماية، والتأمين للطائرة؛ حتى يمكن إعادة استخدامها أكثر من مرة.

لقد استخدمت إسرائيل الطائرات (شوكار) (BQM-74)، والطائرات (تيليداين ريان)، في حرب أكتوبر 1973؛ لأعمال الخداع، والمشاغلة لعناصر الدفاع الجوي حينما تعاظمت خسائرها من الطيارين. ثم اشترت إسرائيل ـ كذلك ـ 33 طائرة (تيليداين) (AQM-34) من الولايات المتحدة الأمريكية، ووضعتها في المخازن منذ 1975. وكانت هذه الطائرات تمثل، لحظتها، آخر التطوير في الطائرات (فاير ـ بي)، ذات الجناح الطويل الذي يمكن زيادة حمولات من الوقود؛ لزيادة المدى، أو مستودعات؛ لأداء المهام المختلفة. ويمكن لهذه الطائرات البقاء في الجو 8 ساعات، أو أكثر، وتعمل على ارتفاع 74 ألف قدم، ومن المنتظر أن تتطور هذه الطائرات؛ لتطلق مع استخدام مستشعرات مائلة بعيدة المدى؛ للحصول على معلومات موقوتة تستخدم في نشاطات إسرائيل السرية.

ولقد كان للخسائر الإسرائيلية في لبنان في 1984، أكبر الأثر في إغراء الولايات المتحدة الأمريكية؛ للتفكير في استخدام الطائرات (BQM-74C)؛ لأغراض الاستطلاع.

كما أن الطائرات المتوسطة (Midi) ـ بما تحمله من حمولات ـ يمكنها القيام بأعمال المشاغلة، والإسكات لمكونات الدفاع الجوي، وكذلك القيام بضربات جوية، وبالأعمال الإلكترونية المضادة، وأعمال الاستطلاع الإلكتروني المتكامل، ويمكن إطلاقها من طائرة أم، ولكن نظراً لأن حجمها يكون كبيراً، ويمكن مقاومته بالصواريخ، فإن رجال البحرية ـ خاصة ـ يرون ضرورة تزويد هذه الطائرات بأنظمة تعارف "Identification Friendly or Foe (IFF)" في مسرح العمليات البحرية.

والطائرة (شوكار) (BQM-74)، يمكن تحويلها من هدف طائر إلى طائرة استطلاع، وبها مستشعر تلفزيوني يرسل الصورة فورياً في الوقت الحقيقي لالتقاطها مع القدرة على التسجيل، وإعادة العرض. ومن المميزات التي تجعلها صالحة لمهام الاستطلاع: "سرعتها العالية، وصعوبة اكتشافها"؛ إذ تبلغ سرعتها حوالي (800 كم/ ساعة). وتحتوي كل طائرة على حاسب آلي به ثمانية برامج طيران تختلف عن بعضها، ويمكن إطلاقها من الطائـرات (F-16, F-15, F-14, A-6, A-4)، وعند استخدامها من ظهر سفينة، فلا يحتاج الأمر إلاّ لمسافة 3 × 3 أمتار، أمّا في السفن والمدمرات، والتي تحمل طائرات عمودية، فتركب منصة الإطلاق على منصة الطائرات العمودية، ويمكن تحويل الطائرة (BQM-74C) إلى طائرة استطلاع؛ بتركيب مستشعرات تليفزيونية، ومسجل كاسيت فيديو، وجهاز إرسال فيديو، وبذلك تنقل الصورة في الوقت الحقيقي، وتسجل المعلومات على الشريط؛ لاسترجاعها وقت الحاجة. 

وتُعَدّ الطائرة الموجهة من دون طيار الكندية (CL-289)، من الطائرات التي تحتل مكانة بين الصغيرة (Mini)، والمتوسطة (Midi)؛ إذ تستخدم في مهام الاستطلاع بعيد المدى، ويراوح نصف قطر العمل بين 150 و175 كم من الحد الأمامي للقوات، وتستخدمها كل من فرنسا، وألمانيا، والطائرة تحمل مستشعرات بالأشعة تحت الحمراء في الحيز (8 ـ 12) ميكروناً؛ لكشف الأهداف الأرضية، ولقد وفرت ألمانيا العدسات (زايس) لآلات التصوير، وتحمل الطائرة جهازاً لتتبع التضاريس الأرضية؛ لتوفير الحماية له.

والطائرة الموجهة من دون طيار (CL-289)، مصممة ـ أساساً ـ مع إمكانية استخدام حاسب آلي يسهل التعرف على الأهداف ضمن برنامج الاستخبارات الصناعية "Artificial Intelligent (AI)" مستقبلاً، وعلى الرغم من استخدام فيلم عادي تسجل عليه الصور الفوتوغرافية، والحرارية؛ إلاّ أنه من المخطط مستقبلاً إرسال الصور الحرارية بإرسال الفيديو، مع إضافة رادارات ملليمترية على متن الطائرة؛ لتصبح صالحة للاستطلاع في جميع الأجواء؛ ولتتكامل أنواع المستشعرات الكهرومغناطيسية.

5. إطالة مدة بقاء الطائرة في الجو:

إذا كانت الطائرة الصغيرة (Mini) مصممة للقيام ببعض المهام التي تتزايد نفقات أدائها بوساطة الطائرات التقليدية. فالطائرات المتوسطة (Midi) مصممة للقيام بالمهام التي تكون الطائرات التقليدية أكثر تعرضاً من جانب العدو، فإن الطائرات ذات الدرجات الفائقة "Active Class" تصمم للاستخدام في الحالات التي تخرج تماماً عن مجال التحمل البشري.

وفيما يعرف بالطائرات عالية الارتفاع طويلة البقاء والتي يرمز لها "High Altitude- Long Endurance (HALE)" .تقع هذه النوعية من الطائرات التي بدأ التفكير، والاستخدام لها في فيتنام؛ حينما أثبتت الدراسات أن مدة البقاء تؤثر في تكاليف الاستطلاع بعيد المدى. كما أن مدة البقاء يمكن زيادتها خارج القدرات البشرية وكانت أول طائرة (TRA-YQM-98)، والطائرة (بوينج) (YQM-94) ضمن برنامج عُرف باسم "Compass Cope" في منتصف 1971، واختبرت مدة بقاء تجاوزت 30 ساعة، غير أن البرنامج قد توارى في منتصف السبعينيات.

غير أن الثورة الفنية في عالم الإلكترونيات قد وفرت مستشعرات أكثر كفاءة، وأقل وزناً، الأمر الذي أحيا المشروع مرة ثانية. كما إن تعقيد الإشعاعات الكهرومغناطيسية في ميدان المعركة الحديثة، قد أملى ضرورة تكامل وسائل الاستشعار الكهرومغناطيسي؛ لاسلكي، وراداري، وليزري، وحراري، وصوتي. الأمر الذي يمثل واجباً ثميناً للطائرات من دون طيار (HALE)، كما إن تطوير مستشعرات جديدة بعيدة المدى، إضافة إلى توفير قنوات اتصالات موقوتة، ومؤمنة ـ بدلاً من الأفلام التي كانت تحمض بعد انتهاء المهمة ـ قد جعل للأمر بريقاً أخاذاً؛ إذ تحمل الطائرات (HALE) آلات تصوير كهروضوئية تأخذ الكواشف الكهروبصرية (حرارية ـ ليزرية) مكان الفيلم التقليدي؛ الأمر الذي يوفر صوراً موقوتة لمسرح العمليات، كما يمكن حمل رادارات تخليقية "Sanstic Aperture- Radar (SAR)" توفر صوراً رادارية عالية الوضوح على مساحات بعيدة بالطريقة المائلة، ويوفر الارتفاع مدى أكبر للرؤية، غير أن زيادة الارتفاعات تكون بحدود؛ نظراً للحكمة القائلة "مهما ارتفعت عن الأرض فلن يمكن رؤية أكثر من نصفها".

ومن الأسباب الجدية التي تجعل المصممين يتحمسون لهذا النظام أنهم يبحثون عن المهام الأسبوعية، أو التي تستغرق عدة أسابيع، بدلاً من المهام التي تستغرق ساعات؛ مما يفتح أفاقاً تكنولوجية جديدة، وطبقاً لذلك، قامت شركة (لوكهيد) في 1983، بتصميم طائرة (HALE) طول جناحها 84.1 متراً ويمكنها الطيران على ارتفاع يبلغ 4 آلاف 700 متر لمدة 24 ساعة، والتي يمكنها البقاء مدة طويلة دون إقحام تكنولوجيا جديدة في التصنيع بمجهود كبير؛ إذ يمكن للطائرة التي بلغ عرضها 25.8 متراً وتزن ألفان و40 كجم ـ منها 400 كجم وقود ـ أن توفر المعلومات لمدة 50 ساعة على مسافة 480 كم من قاعدتها. وتمتاز الطائرة بالاستهلاك اليسير في الوقود، ويبلغ زمن بقائها في الجو 80 ساعة على ارتفاع 15 ألف و850 متر، و160 ساعة على ارتفاع 6 آلاف و100 متر، مما يفتح أفاقاً جديدة للقيام بالمهام الكبيرة، خاصة في مسرح عمليات القوات البحرية، وهناك ـ كذلك ـ الطائرة (TRA) التي يمكنها البقاء ـ جواً ـ أكثر من 10 أيام.

وهكذا، توفر (HALE) كثيراً في نفقات التشغيل، مقارنة بالطائرات التي يقودها البشر، بالأداء نفسه، وباستخدام مستشعرات متقدمة جداً يمكن توفير الاستطلاع 24 ساعة، يومياً، بدرجة يمكن أن تفوق الأقمار الصناعية، ونفقات أقلّ بدرجة كبيرة؛ الأمر الذي يُعَدّ ثورة هائلة في التطبيق، والاستخدام.

إن المستقبل مشرق للطائرات الموجهة من دون طيار (RPV)، لسبب جوهري، هو التقدم المستمر في الإلكترونيات والحاسبات الآلية، ومن ثم، في عالم الاستخبارات الصناعية (AI)؛ إذ يوفر للمستشعرات نوعاً من الذكاء الصناعي، ويوفر للروبوت نوعاً من الذكاء (Smart)، بل يمكن أن يصبح الروبوت أكثر ذكاءً (Intelligent).

وبإقحام ذلك في عامل الطائرات من دون طيار، نصل إلى إقحام مبدأ التعرف الآلي على الأهداف، بل تصنيف أولويات التعامل معها، وتحديدها، وتوفير المبادرة المقصودة، مما يضيف بُعداً جديداً لتأثير هذا السلاح الجديد بعدما حُرِّرت شهادة ميلاده. وهكذا، يتوافر المزج بين الفعل والذكاء؛ لنصل إلى تحقيق حلم الروبوت الذكي الطائر (Smart Flying Robot).

منذ عام 1990، أصبحت الطائرات الموجهة من دون طيار هي أحد المكونات الهامة لأيّ قوات مسلحة حديثة. واتُّفِق على تقسيمها طبقاً لمدى عملها، فأطلق على الطائرات التي لا يزيد مدى عملها على 50 كم، طائرات المدى القريب Close Range؛ أمّا طائرات المدى القصير Short  Range، فيصل مدى عملها حتى 200 كم. وفي أواخر التسعينيات من القرن العشرين، أدمجت هاتان الفئتان، وأصبح هنالك قسمان رئيسيان، أولهما الطائرات الموجهة من دون طيار التكتيكية، وثانيهما الطائرات الموجهة من دون طيار ذات فترة الطيران الممتدة Endurance   UAV.

الطائرات الموجهة من دون طيار التكتيكية، مصممة لتوفر للقادة على المستوى التكتيكي معلومات وصوراً استخبارية في الوقت الشبة الحقيقي Near–real Time Imagery intelligence؛ وتغطي مدى عمل يصل إلى 200 كم. أمّا الطائرات ذات فترة الطيران الممتدة، فقسمت إلى طائرات موجهة من دون طيار متوسطة الارتفاع، لتوفير المعلومات لقادة الأسلحة المشتركة وقادة مسارح العمليات؛ وتغطي مدى عمل يبلغ 900 كم. وطائرات موجهة من دون طيار عالية الارتفاع، مصممة للانتشار في مناطق متسعة، وتنفيذ مهام بعيدة المدى؛ تنطلق من قواعدها، لتصل إلى منطقة العمل في أيّ مكان من العالم؛ ويجري حالياً تصميم وإنتاج نوعية دقيقة من هذه الطائرات، لاستخدامات خاصة، لا يزيد أيّ بعد هندسي لها على 15 سم. 

الطائرات الموجهة من دون طيار للقرن الحادي والعشرين:

لعبت الطائرات أو المركبات الجوية غير المأهولة "Unmanned Arial Vehicles"، دوراً مهماً في الأحداث العسكرية التي حدثت في السنوات العشر الأخيرة، والمركبات المذكورة هي تلك الطائرات الصغيرة الموجهة من الأرض، والتي تُطلق؛ لتقوم بمهام الاستطلاع في أغلب الأحيان، ولا يمكن مقارنتها بالطائرات التقليدية، من ناحية مرونة الاستعمال، والقدرات القتالية. بتعبير آخر، فإن المركبات الجوية غير المأهولة تضطلع بدور مساند، ومساعد للطائرات، وهي ليست بديلة عنها.

1. تطوير قاذفة من دون طيار:

في إطار تطوير طائرة قاذفة من دون طيار، اتخذت وزارة الدفاع الأمريكية الإجراءات الأولى؛ لتحويلها إلى حقيقة؛ إذ كلَّفت البحرية الأمريكية ـ منذ الأول من أكتوبر 1997 ـ شركة (لوكهيد مارتن تاكتيكال سيستم) في وضع مشاريع لمقاتلات مختلفة من دون طيار، يمكن إطلاقها من سفن، أو من غواصات.

كما يعتزم البنتاجون إبرام عقود قريبة لوضع مشاريع مقاتلات غير مأهولة، أو ما يطلق عليه اسم "Uninhabited Combat Air Vehicle"، أي "آلية القتال الجوي غير المأهولة".

ويعمل الباحثون في شركة (لوكهيد مارتن) على مشروع طائرات شبح صغيرة القياس، تراوح نفقات إنشائها بين 3 و15 مليون دولار، ويمكنها نقل قنابل وزنها حوالي 120 كجم، ويكمن مصدر التوفير الأساسي في هذه الطائرات، أن تكلفة صيانتها، واستخدامها يفترض أن تكون أقل بـ 20% من تكلفة صيانة طائرة مقاتلة من نوع (F-16).

ويتركز البحث على ثلاث أنواع من الطائرات:

طائرة يمكنها الإقلاع بسرعة والهبوط عمودياً على حاملة طائرات.
طائرة يمكنها الإقلاع والهبوط عمودياً من طرادات، أو مدمرات.
إن الأكثر تطوراً عبارة عن طائرة قادرة على الانطلاق من غواصة بالسيتية.
وفي هذه الحالة الأخيرة (طائرة قادرة على الانطلاق من غواصة بالسيتية)، من المقرر أن توضع الطائرة في كبسولة من نوع معين؛ لحمايتها خلال إطلاقها من أعماق المحيط، وبعد ارتفاع الطائرة في الجو، تتخلص من الكبسولة، وتتجه إلى هدفها؛ طبقاً لِمَا أوضحه مسؤولي شركة (لوكهيد مارتن).

كما أن هناك وسائل عدة لاسترجاع الطائرة، والطريقة الأسهل هي استرداد الطائرة على متن سفينة حربية، ولكن الخبراء يفكرون في وسائل لإعادة الطائرات التي يتحكم فيها من بُعد، إلى أعماق البحر بعد انتهاء مهمتها، وإرجاعها إلى الغواصة.

الخبراء العسكريون الأمريكيون بأن هذا الواقع سيتبدل ـ كلياً ـ في القرن الحادي والعشرين؛ إذ تقوم الطائرات غير المأهولة بالمهام العسكرية القتالية الخطيرة والدقيقة، في حين يقتصر دور الطائرات التقليدية على المساندة والدعم.

أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية على الجيل الجديد من الطائرات غير المأهولة تسمية (المركبات الجوية القتالية غير المأهولة) "Uninhabited Combat Air vehicle"، أو (الطائرات التكتيكية غير المأهولة) "Unmanned Tactical Aircraft"، وأبرز مهامها هي الهجمات في عمق أراضي العدو، وبصورة خاصة قصف الدفاعات البرية، وأعمال الاستطلاع، وجمع المعلومات.

2. الاستغناء عن الطيارين في المستقبل:

كان للارتفاع الكبير في ثمن الطائرات المقاتلة الحديثة، إضافة إلى النفقات العالية؛ لإعداد، وتدريب، ورفع كفاءة الطيارين المقاتلين، والكفاءة العالية لعناصر الدفاع الجوي في الجيوش الحديثة، ولأسباب عديدة أخرى، أن دعى ذلك للمخططين العسكريين إلى التفكير في الاستغناء عن الطيارين في المستقبل.

وأهم الأسباب التي تحمل المخططين العسكريين على التفكير بالاستغناء عن الطيارين في المستقبل، يمكن تلخيصها بالآتي:

أ. تتزايد تعقيدات العمليات العسكرية يوماً بعد يوم، مع اعتماد معظم أنظمة الأسلحة على المعلومات، وهذا الواقع يجعل من الصعب على الطيارين ـ وكذلك العسكريين من سلاحي المشاة، والبحرية ـ استيعاب كل المستجدات التكنولوجية في الأسلحة، والتصرف بسرعة دون ارتكاب الأخطاء القاتلة.

ب. يبدو من المنطقي ضرورة الاعتماد على نظام حاسب آلي أكثر ملائمة؛ للتعامل مع نُظُم الحاسبات الآلية المعادية. ولقد تطوَّرت التكنولوجيا الحديثة إلى درجة بات يصعب معها على جسم الإنسان تحمل نسبة التسارع، وزوايا الالتفاف التي تستطيع الطائرات المقاتلة الحديثة بلوغها. ولقد حدثت عدة حوادث إغماء أصيب بها الطيارون المقاتلون لدى أدائهم مناورات عسكرية، وأودت العديد من هذه الحوادث بحياة هؤلاء الطيارين، ومن الطبيعي والمنطقي أن تكون أجهزة الحاسب الآلي الموجهة للطائرة غير المأهولة أكثر قدرة على التحمل.

ج. يقدر البعض بأن تلك الطائرات قادرة على تحمل نسبة تسارع تصل إلى 20 جي. وفي حال تمكن العدو من إسقاط طائرة غير مأهولة، فإنه لن يستطيع أسر أفراد طاقم هذه الطائرة.

د. يقدر بعض الخبراء بأن الطائرات غير المأهولة ستكون أخف وزناً من الطائرات التقليدية بنسبة يمكن أن تصل إلى نحو 40%، وذلك بالنظر إلى الاستغناء عن بزة الطيار العسكري الثقيلة الوزن (نظراً إلى ما تتضمنه من خزانات للأكسجين، ومناظير، ومعدات اتصال، وغير ذلك).

هـ. يحتاج الطيارون العسكريون إلى التدريب الجوي والقتالي المستمر؛ ليحافظوا على لياقتهم، وعلى مؤهلاتهم القتالية، ومهمات التدريب مرتفعة النفقات بسبب أسعار الوقود، والحاجة إلى صيانة الطائرات، وإصلاحها، في حين أن تشغيل الطائرات غير المأهولة ليس ضرورياً أبداً في وقت السلم، ويقدر خبراء شركة (لوكهيد مارتن) (Lockheed Martin) بأن تكاليف تشغيل ودعم طائرة غير مأهولة ستكون أدنى من تكاليف طائرة تقليدية بنحو 80%.

أوضحت بعض المصادر الإعلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، أن خبراء وزارة الدفاع الأمريكية يفكرون باستبدال الطائرات المقاتلة الحالية من نوعَي (F-16)، و(F-18)، بطائرات غير مأهولة، وسيتولى طيارون توجيه تلك الطائرات عن بُعد في المرحلة الأولى، ويمكن أن تنفذ مهمة التوجيه، بعد ذلك، من طائرة أخرى، أو من سفينة، أو من محطة أرضية.

يفكر بعض العلماء بتزويد الطائرات غير المأهولة بمستشعرات تسمح لها بالتقاط المعلومات المطلوبة لأداء مهامها من طائرات الإنذار المبكر، أو الأقمار الصناعية، أما الأسلحة التي تحملها تلك الطائرات، فإن الخبراء يجمعون على أنها ستكون من تلك القذائف المعروفة "بالقنابل الذكية" "Smart Bombs"، والتي تعتمد على برامج معلوماتية تجعلها قادرة على تحديد أهدافها بدقة.

وينظر العلماء إلى أن الحرب الإلكترونية ستستخدم فيها الطائرات من دون طيار، ومركبات موجهة من مراكز القيادة من بُعد لا يستخدم فيها الإنسان.

وينتظر أن تستعمل الطائرات المقاتلة غير المأهولة بحلول العام 2015، مع توقع البعض إمكانية دخولها ساحة المعركة في 2007، إذا ما رأى خبراء وزارة الدفاع الأمريكية بأن ثمة ضرورة لذلك.

يبقى أن صلاحية الطائرات غير المأهولة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بإمكانية الحفاظ على خطوط الاتصال معها والتحكم بها، وفي حالة تمكن العدو من تخريب هذه الخطوط، فإن ذلك سيؤدي إلى القضاء على فاعلية الطائرة غير المأهولة قضاءً تاماً، ذلك أن المعلومات الحالية لم تسمح بعد بجعل هذه الطائرات تعمل، وتسير بصورة مستقلة، وذاتية، ومن دون الحاجة إلى من يتحكم بها، بمعنى آخر، فإن الآلة المعلوماتية لم تحل بعد مكان القدرات العقلية التي ما زال يتمتع بها الإنسان دون غيره.

التطور العالمي للطائرات الموجهة من دون طيار:

طوِّرت الطائرات من دون طيار أو من دون طيار ـ في البداية ـ في 1930؛ لاستخدامها كأهداف للمدفعية المضادة للطائرات، ولكن ـ منذ أوائل الستينيات ـ تستخدم هذه الطائرات أيضاً في مهام الاستطلاع الخطرة؛ للحد من الخسائر البشرية في الدرجة الأولى، ويظهر اليوم أن هذه التكنولوجيا قد نضجت، إذ إن العديد من القوات المسلحة يُعد متطلباته من طائرات الاستطلاع من دون طيار، ونستعرض فيما يلي خبرات، ومعدات بعض دول العالم.

1. الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل

يرجح أن القوات الأمريكية اختارت ـ في البداية ـ الاعتماد، بشكل واسع، على الخبرة الإسرائيلية لجيلها الأول من الطائرات من دون طيار الصغيرة، فإن الشركات الأمريكية قد طوَّرت تصميمات متشابهة، مثلاً، عرضت شركة (ديفلوبمنتال ساينسز) (Developmental Sciences)ـ وهي فرع من شركة (Lear Astronics) ـ نماذج الطائرة (سكاي ـ أي) (Sky Eye) في 1967، وشملت الأنواع الآتية الطائرة (R4E-O)، والتي دخلت الخدمة لدى سلاح الجو التايلاندي في 1983، والطائرة (R4E-40)، و(R4E-50) المستخدمة في مصر، ويبلغ الوزن الأقصى للطائرة (R4E-50)، عند إطلاقها 345 كجم، وحمولتها الصافية القصوى 65 كجم، وتستمر في الطيران لأكثر من 10 ساعات.

وبالنظر إلى العدد الكبير من الطائرات من دون طيار التي كانت تطوَّر في الولايات المتحدة الأمريكية، لتلبية الحاجات المختلفة للأسلحة الأربعة (البرية، والبحرية، والجوية، والدفاع الجوي)، أُنشئ في 1983 مكتب لبرنامج مشترك يترأسه ضابط في سلاح البحرية الأمريكي ينسق الجهود. وقد خرج هذا المكتب "بخطة رئيسية" تغطي أربعة أنواع أساسية من الطائرات من دون طيار، وهي من ثلاث فئات مختلفة من حيث المدى، ولكن جميعها تتميز بالقدرة على البقاء مدة طويلة في الجو.

عذرا على طول التقرير
⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️⌨️
Cezar🥷

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عيد القوات الجويه المصريه

معلومه هامه عن زياره السيسي لروسيا

صواريخ رياح الشرق الصينيه سلاح الصين الفتاك