سد النهضه من وجهه نظر اخرى



هذا المقال المنشور هو بداية موضوع قد يكون للأخوة المصريين حوله بعض المعلومات الواسعة و التفصيلية التي قد تتفق أو تختلف معه

المؤكد بكون المشروع برمته يشكل حالة تأمرية ضخمة سيكون لها عواقبها البعيدة المدى

ماهية الحلول و كيف ستكون و هل توجيه ضربة عسكرية لأثيوبيا هو الخيار الأمثل؟؟؟؟؟؟
دعوة للنقاش للجميع
هل ستعطش مصر؟ سد النهضة والحقائق الغائبة..!!
هذا المقال منقول من الصديقة الفاضلة الأستاذة الدكتورة باكيناز زيدان، أستاذ الموارد المائية والسدود بكليه الهندسه جامعة طنطا. وهم مقال هام من خبيرة على قدر عالي ويستحق القراءة.
———————————————————
*****بدأ في عام ١٩٩٣ التفكير قي عمل دراسات على طول مجري نهر النيل لرصد وقياس وجمع البيانات لتعظيم الاستفادة من المياه المهدرة في أعالي النهر والتي تصل الي ١٦٠٠ مليار م٣سنويا بينما لا يصل منها امام للسد العالي سوي ٩٠ مليار فقط يتبخر منهم ١٠ مليار والباقي يتوزع بين مصر ٥٥.٥ مليار والسودان ١٨.٥ مليار طبقا لاتفاقية ١٩٥٩
*****لما كانت هذه الدراسات مكلفه جدا لاعتمادها علي القياسات الحقلية ان تتحملها دوله بعينها فقد تم اللجوء البنك الدولي وهيئة المعونه الكنديه لتمويله الا انهم اشترطوا وجود اتفاقيه إطارية بين دول الحوض كشرط للتمويل وذلك في العام ١٩٩٥ ثم تولي د محمود ابو زيد منصب وزير الري في عام ١٩٩٧ والذي تحمس لتوقيع الاتفاقية الإطارية وأقنع دول حوض النيل بالاتفاقية والتي وقعت بالفعل بالحروف الاولي عام ١٩٩٩ تحت مسمي NBI Nile Basin Initiative
****^وفي هذا الصدد فاني احمل كل من مبارك وأبو زيد تداعيات ما وصلنا اليه من كوارث في مشكله سد النهضه حيث استمر ابو زيد وزيرا للري لعقد من الزمان وكانت هذه الاتفاقيه NBI نقطه البدايه الحقيقية لتراخي هيمنة مصر علي حقوقها التاريخية في مياه النيل طبقا للاتفاقيات الدوليه مع غياب كامل لدور مصر السياسي في العمق الاقريقي منذ حادثة محاوله اغتيال مبارك في اديس ابابا ١٩٨٨.....
*****مما شجع إثيوبيا علي البدء في التصريح بعزمها علي إنشاء ٤ سدود صغيرة سعه كل منها ١٤ مليار م٣ علي النيل الأزرق لتوليد الكهرباء تحت مظلة هذه الاتفاقيه اللعينه ولم تعترض مصر ممثله في رئيسها مبارك او وزير الري ابو زيد حيث خسرت مصر الكثير والكثير من هيمنتها علي حقوق مصر في مياه النيل لصالح مزيد من الهيمنة لاثيوبيا وقد اقيل ابو زيد من الوزاره عام ٢٠٠٩ بفضيحة لا يعلم بها الا قليلون حتي اليوم
*****وقد حاول من تولوا الوزاره من بعده تدراك الخسائر التي منيت بها مصر في عهد ابو زيد واستردادها وعلي رأسهم الوزير الصعيدي الجريء ا. د محمد نصر علام فلم يأتي هذا آلتوجه علي هوي إثيوبيا بعد فشل عدد من الاحتماعات فتزعمت اثيوبيا منفرده الدعوة لاتفاقيه جديده سميت اتفاقيه عنتيبي ٢٠١٠ المجحفة جدا لمصر والداعية لتوزيع ايراد النهر بالتساوي بين دول الحوض والرافضة للاعتراف بحقوق مصر المائية. طبقا للاتفاقيات الدولية منذ ١٩٠٢ وحتي ١٩٥٩ لتوزيع مياه نهر النيل بين دول الحوض وأخذ موافقة مسبقه من دول المصب قبل إنشاء اَي سدود تتحكم في مياه النهر
******ورفضت مصر والسودان في البدايه التوقيع علي هذه الاتفاقية الا بعد تعديل نص الماده ١٤ الخاصه بتعريف significant harm الا انه وبعد تقسيم السودان وقعت كل من السودان الشمالية والجنوبيه علي الاتفاقيه ووقعت معظم دول حوض النهر الا مصر التي نرفض حتي اليوم التوقيع وتعتمد قرارات هذه الاتفاقيه بالأغلبية وليس بالإجماع حتي لو لم توقع مصر
****** كان هذا هو الوضع قبل ٢٠١١ وفي ظل حاله السيولة السياسية والانشغال بالأحداث الداخليه التي اعقبت ٢٠١١ لسنوات أعلنت إثيوبيا تدشين سد شمال إثيوبيا علي بعد ٧ كم من الحدود السودانية اسمته "سد X " في ٢ ابريل ٢٠١١ في حفل مهيب بثته كل وسائل الاعلام العالميه كسد صغير. سعته ١٤ مليار م٣ فقط لتوليد الكهرباء كان مصمما بعد بضع سنوات من إنشاء السد العالي بايعاز وتصميم أمريكي ولم تجرؤ. إثيوبيا علي التفكير او التصريح بإنشاء هذا السد قبل ٢٠١١
******ولمً يؤخذ هذا التدشين العلني لسد علي النيل الأزرق الذي يمثل ٨٥٪؜ من ايراد النهر. الاهتمام الكافي من الحكومة المصرية لانشاغلها بالأحداث الداخليه وتوالت التصريحات الاثيوبيه مع تغيير بيانات السد في كل مره ..مرة بتغيير اسم السد ومره بتغيير سعه الخزان دون ذكر َاي تفاصيل عن تصميم جسم السد الذي يتغير مع كل زياده في سعة خزان السد حتي وصل الي الوضع الحالي "سد النهضه الإثيوبي" سعة الخزان ٧٤ مليار م٣ لتوليد كهرباء قدرتها ٦ آلاف ميجا وآت سنويا"
*****في هذه الاثناء حدثت الفضيحة الكبري لبث اجتماع مرسي علي الهوا مما زاد الطين بله وزاد من الاحتقان بين إثيوبيا ومصر أدي الي ارتماء اثيوبيا في حضن إسرائيل واستمر هذا الوضع بينما يتم تشييد السد علي قدم وساق
*****حتي تم اعلان وثيقه المبادئ ٢٠١٥ بمبادرة من السيسي التي اعلنت ووقعت في مقر مجلس النواب الإثيوبي لتلغي تماما اتفاقيه ١٩٩٣ وتعترف في نفس الوقت بحق إثيوبيا في اقامه السد دون إلحاق الضرر بدول المصب
*****ثم بدأ مشوارا طويلا في بث الطمانينه واستعاده الثقة بين الدولتين وازاله حاله الاحتقان التي اعقبت فضيحة اجتماع مرسي وبصبر السيسي ونفسه الطويل في معالجة المشاكل المزمنة وصلنا لمرحله التفاوض التي استمرت طوال ٤ سنوات تشكل فيها لجان ثلاثية وسداسية وتجتمع لجان وتنفض لجان وتعمدت إثيوبيا طوال الأربع سنوات علي التسويف وإضاعة الوقت
واختلاق الأعذار بينما العمل في السد يتم علي قدم وساق
******حتي أعلنت القاهرة رسميا عن فشل المفاوضات الأسبوع الماضي سبتمبر٢٠١٩ وتم إبلاغ سفارات الدول المعنية بهذه النتيجة ونقطه الخلاف الجوهرية في المفاوضات بين كل من مصر وإثيوبيا تتمحور حول زمن ملاء خزان السد من ٧ سنوات تراها مصر مناسبه للملاء لعدم إلحاق الضرر بها طول فتره الملاء وخاصه في السنوات شحيحة الإيراد وبين ٣ سنوات تتمسك بها إثيوبيا وهي المده المحددة بالعقد المبرم مع شركة ساليني الإيطالية المنفذة للسد.واستعجالاً من إثيوبيا لجني الأرباح من بيع الكهرباء المتولده في حالة تشغيل السد بكامل طاقته
****حتي فوجئنا اليوم بشجاعه السيسي ومبادرته وهو يطالب الشرعية الدوليه ممثله في الجمعيه العمومية للأمم المتحده بالتصدي لحل المشكله بما لا يسبب ضررا لدول المصب مهددا بصوره قاطعه "ان مياه النيل بالنسبه لمصر مسأله حياه وأراده وجود" ويعتبر هذا الخطاب الواضح الصريح اعلان البدء في تدويل المشكله واللجوء للتحكيم الدولي
******وحتي هذه الخطوة اتفق تماما مع اداره السيسي للملف بهذه الحكمه وضبط النفس والتمسك. بالطرق الشرعية والسلمية حيث تم تناول الملف لإيجاد حل المشكله علي مستوي الدول الثلاثة ثم علي مستوي القارة الأفريقية ثم علي المستوي الدولي
*****بهذه الخطوة الجريئة الصادمة اليوم يرفع السيسي المشكله للأمم المتحده لتحلها قبل اشتعال فتيل حروب المياه والكره الان في ملعبها فان تمت الاستجابة بالضغط علي اثيوبيا لتقبل بالتحكيم الدولي يبقي خير وبركة ولو محليتش محدش هيمنع مصر انها تستخدم الخيار العسكري للحفاظ علي أمنها المائي بعد استنفاذ كل الطرق الشرعية الرسميه كخيار وحيد
****هذه شهادتي كمتخصصة بموضوعيه وتجرد لمن يتهمون السيسي بالفشل في ملف سد النهضه فالحقيقه السيسي نجح في إنقاذ ما يمكن انقاذه بحكمة ودهاء رجل مخابرات بدون عنتريات عبد الناصر ولا ايجو السادات ولا غباء مبارك ولا خيانه مرسي واطالب بمحاكمه الفاشلين والفاسدين الحقيقيين في هذا الملف الخطير جدا بالنسبه للأمن القومي المصري وما خفي كان اعظم والله علي ما أقول شهيد
حفظ الله مصر من كل سوء
ا د باكيناز زيدان
استاذ الموارد المائية والسدود
كليه الهندسه جامعة طنطا
الثلاثاء ٢٤-٩-٢٠١٩
رأيي الشخصي هو أن نتوقف على لوم الماضي أمام حقيقة السد حاليا وعلى مصر التفكير الجدي في ثلاثة خطوات متتالية وسريعة وبخطة زمنية محكمة :
١- طلب التحكيم الدولي مع الوقف الفوري عن البناء حتى التحكيم ومحاولة الوصول لإتفاقية تستفيد أيضًا بها مصر من الكهرباء المولدة كعامل تحفيز لأثيوبيا التي تعتزم بيع الطاقة المولدة
٢- في حالة فشل الأول. ..الإنذار الصريح بتحمل العواقب مع جعل جميع الخيارات مفتوحة
٣- التفكير الجدي في التدخل العسكري المحدود جدًا والمدروس بدقة قبل ملئ الخزان للإجبار على الإتفاق فهذه حرب معلنة ضد مصر ولمصر حق الرد إذا تنصل المجتمع الدولي عن واجبه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عيد القوات الجويه المصريه

معلومه هامه عن زياره السيسي لروسيا

صواريخ رياح الشرق الصينيه سلاح الصين الفتاك